مما لا شك فيه أن السفر فيه من الفوائد الجمة للإنسان لمعرفة ثقافات الشعوب الأخرى ولإشباع غريزة الإستكشاف لديه وللترويح عن النفس من ضغوط وروتين الحياة. في الشهر الماضي قمت بالسفر إلى دولة اليابان لزيارة صديق عزيز لم أره منذ عام ٢٠٠٧. فكانت فرصة سانحة لزيارته وإستكشاف اليابان معاً.
٥ ملاحظات يجب أن تعرفها قبل زيارة دولة اليابان
من أهم الملاحظات في اليابان هو عدم السماح للزوار بإستخراج شريحة جوال للمكالمات الصوتية أو البيانات (الانترنت). فعندها يوجد حلين اثنين فقط وهما استئجار هاتف جوال من المطار الدولي أو استخدام التجوال الدولي في هاتفك وهو خيار مكلف مادياً. في رحلتي قمت باستخدام شريحة بيانات بإسم صديقي واستخدامها في هاتف جوال ياباني لأن الشريحة لم تعمل على هاتفي الجوال!! عندئذٍ اضطررت لحمل هاتفين في تنقلاتي.
الملاحظة الثانية في اليابان هي إستخدام المواصلات العامة. هذه هي المرة الأولى في حياتي أستخدم المواصلات العامة وكانت التجربة متعبة جداً. في اليابان توجد عدةً شركات للمواصلات العامة. قبل الذهاب لليابان وجدت موقع الكتروني JRPass لشراء تذاكر قطارات اليابان لمدة أسبوعين بمبلغ ٦٠٠$ ولم أكن أعلم أن JRPass هي شركة لا تقوم بالنقل لكل المحطات داخل المدن. فيجب على الشخص استخدام شركات أخرى للتنقل بين المحطات في وسط المدن. فذهب المبلغ أدراج الرياح لعدم استخدامي لقطارات JR بشكل يومي. أما إذا أردت استخدام سيارات الأجرة فهو مكلف ويفضل استئجار سيارة بشكل يومي أو لعدد ساعات محددة. إستئجار السيارة بالساعات خيار ممتاز لإرتفاع كلفة مواقف السيارات في وسط مدينتي طوكيو و يوكوهاما.
الملاحظة الثالثة في اليابان هي المطاعم. حمدًا لله أن صديقي قام بمساعدتي لتفادي هذه المشكلة الصعبة. إذا كنت من هواة أكل السوشي فغالباً لن تواجه مشكلة. ولكن المشكلة تكمن في نوعية البهارات الموجودة في باقي مكونات الأكل حتى في المطاعم الأمريكية المشهوره عالمياً. الأمر الذي أزال صعوبة البحث عن الوجبات هو توفر اللحوم المستوردة من دولتي استراليا ونيوزيلندا، وتعتبر أقل جودة في نظر اليابانيين من اللحوم المحلية. ولكن لوجود حظر ديني على أكل لحوم غير أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فكانت اللحوم المستوردة هي الخيار المثالي لأكل وجبات تتوفر فيها كمية من البروتين. كانت وجباتي تتنوع بين الروبيان المشوي أو المقلي واللحم المستورد للغداء والعشاء والمخبوزات والفطائر اللذيذة للفطور الصباحي.
الملاحظة الرابعة والتي أدهشتني هو توفر كثير من المحلات التي يعمل أصحابها بها والتي تنافس بشدة الماركات العالمية. تذوقت أفضل منتجات القهوة في هذه المحلات الصغيرة وأفضل المخبوزات واللحوم والتي أصحابها يتفننون بجودتها لكسب مزيد من الزبائن ولنشر سمعة ممتازة لهم. بالإضافة إلى ذلك، شاهدت محلات أنشئها اصحابها لتصميم وبيع الملابس ومستلزماتها والجلديات وهم شباب وشابات مفعمين بالحيوية والطموح. والجميل بالموضوع أنها جميعًا صناعة يابانية ذا جودة عالية. فتأكد أن تقوم بزيارة هذه المحلات للتجربة الجميلة.
الملاحظة الخامسة والتي لم أكن أعلمها قبل سفري لليابان هي أن أسبوعين في للسياحة غير كافية لزيارة معظم مدن اليابان. على سبيل المثال مدينة طوكيو تحتاج عشر أيام كاملة لزيارة كل جزء فيها. وإذا أردت استخدام المكاتب المخصصة للسياحة للجولات السياحية فتأكد أن تحجز مبكراً بسبب عدم توفر المقاعد في هذه الجولات لتهافت السياح عليها.
لطف الشعب الياباني وتعامله الحسن
من الملاحظ أيضًا هو لطف شعب اليابان بشكل يفوق الخيال والتأكد أنهم يقومون بمساعدتك على أكمل وجه في للوصول لمبتغاك. ولكن لا تقم بإزعاجهم عند عملهم، سوف تراهم يعملون بشكل دقيق للوصول للكمال والكمال لله تعالى. كانت رحلتي لليابان رحلة شيقة ومتعبة في آن واحد. وبالتأكيد سوف أقوم بزيارة اليابان مرةً آخرى للتعرف على باقي المدن والأستمتاع بطبيعة اليابان الخلابة في أقصى مدن شمال وجنوب اليابان.
اكتب تعليق